-A +A
أنور ماجد عشقي
في كل يوم تواجهنا القيادة الرشيدة بحكمتها وتعقلها، حيث أعرب مجلس الوزراء عن القلق البالغ إزاء استمرار تدهور الأوضاع في سورية، ودعا مجلس الوزراء مجلس الأمن الدولي للتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وعدم تكرارها، معبرا عن استنكار المملكة لهذه الاعتداءات السافرة واعتبرها مجلس الوزراء انتهاكا خطيرا لسيادة دولة عربية، ومحذرا من تداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة.
إن قصف إسرائيل لأهداف عسكرية لحزب الله والجيش السوري استخفت البعض فأثنى عليها، وأيدها لأنها تمثل ضرب الظالم. فإذا كان الحياد رذيلة بين شر وخير يتصارعان، فإن الحياد فضيلة بين شر وشر يتصارعان.

فالمملكة وقفت إنسانيا إلى جانب الشعب السوري الذي وقع عليه الظلم لهذا كان تدخلها فضيلة، واليوم يقصف الظالم الظالم فحياد المملكة فضيلة بين الشرين اللذين يتصارعان.
ولو قرأنا ما نشرته صحيفتي (إسرائيل اليوم) و(الصن دي تايمز) وما قيل فيهما من أن إسرائيل تعمل بجهد مكثف للانضمام إلى ما يسمى بالحلف الدفاعي ضد إيران، وإن إسرائيل تسعى للانضمام إلى تركيا لإيجاد شرق أوسط جديد معتدل، لأدركنا حكمة بيان مجلس الوزراء الذي يقطع الطريق على المناورات الإسرائيلية لشق الصف العربي، وللالتفاف على الحق الفلسطيني.
فالمملكة تصر على أن لا يكون هناك تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، إلا بعد تنفيذ المبادرة العربية وتطبيقها، وإعادة الحقوق كاملة إلى الشعب الفلسطيني.